الثلاثاء 10 رمضان 1445 - الموافق 19-03-2024
آخر الأخبار

الشباب بين الطموح والاستهداف

راعي المنتدى الدكتور عبد الولي الشميري
السيدات والسادة الحاضرون جميعًا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشباب في كل الأمم وعبر العصور، هم الذين يرفعون الأمة والوطن، وهم الذين يصنعون المجد، ويبنون الحضارات، وهم الذين إذا وقعوا ضحايا للجهل والانحراف، يضيعون أوطانهم، ويهدمون حضاراتهم، ويُسقطون أمتهم.
فالشباب عماد الحاضر، وصناع المستقبل، إذا رشدوا كما قال تعالى: "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"
من ذا الذي رآى مجدًا أو حضارة لأمة فسد شبابها؟ أو رآى نصرًا، أو فخرًا تحقق لشعب على غير كواهل فتيانه وفتياته؟
فالرقم الصحيح، والرقم الصعب، والرقم الأهم، في كل زمان وفي كل مكان هم الشباب.
وإن شبابنا العربي اليوم رغم علو هامته، وتطلعه إلى أعلى درجات سلم المجد، ومنافسته في تحصيل العلم، بطموح متدفق متدافع كالسيل، وكاسح زاحف متموج كالبحر، إلا أنه يتعرض لاستهدافات خطيرة، وكبيرة، تفقده التمييز بين سبل السلام، ودروب المهالك، وبين رؤية معالم الفلاح والنجاح، وبين ظلامية البصيرة والاحباط.
استهدافات داخلية خطيرة من مرضى الفراغ، وضحايا الانحرافات الفكرية، والانكسارات الثقافية، والانحطاطات السلوكية، فيوقعونهم في مهالك لا نجاة منها، وفي ظلام لا نور فيه، إذ يجرونهم للعدوان، والرذائل، والوحشية، والترهل.
واستهدافات خارجية أخطر، تفقدهم حب العزة، وتُذهِبُ عنهم نزعات الكرامة، وتشوه في صدورهم حضارتهم، ولغتهم، وقيمهم، ودينهم، وتمسخ ضمائرهم، وظواهرهم، وبواطنهم مسخًا أليمًا، حتى تصنع منهم أذيالا، وأتباعًا يتهافتون على الشهوات ويبيعون أمتهم وبلدانهم بالفُتات، بل يتحولون سهامًا يسددها الأعداء إلى صدور أمتهم وحضاراتهم، وأهاليهم، حتى يذكروننا بقول الشاعر:
فواعجبًا لمن ربيت طفلا ... أُلقِّمه بأطراف البنان
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي ... فلما قال قافيةً هجاني
ولأن منتدى المثقف العربي يولي الشباب القدر الأكبر من اهتماماته فقد دعى إلى هذا الملتقى الثالث والأربعين من ملتقياته، وفي بيت العرب جامعة الدول العربية، مناط الاهتمامات بالأمة من محيطها إلى خليجها، ليقدم إسهامًا علميًا ثقافيًا في التبصير بواجب الأمة نحو شبابها وواجب الشباب نحو أوطانهم وأمتهم، مستعينًا بالصفوة العلمية الموهوبة من أعلام الأمة الذين يسهرون لياليهم وأيامهم اهتمامًا بالجيل، وإيثارًا للشباب، وهم: الأستاذ الدكتور/ أسعد السحمراني من الجمهورية اللبنانية صاحبُ أربعة وثمانين مؤلفًا والعضو في أكثر من عشرين مؤسسة علمية وتربوية.
والأستاذ الدكتور/ محيي الدين عبد الحليم أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر الشريف، صاحب ثلاثة وعشرين كتابًا مطبوعًا.
ويدير الملتقى ويرأسه الأستاذ الكاتب الكبير/ نصر طه مصطفى رئيس وكالة الأنباء اليمنية والناطق الرسمي لليمن.
وهم أعلام في سماوات الفكر، والتربية، والقيم. ليحدثونا، ويتناقشوا مع طلائع الفكر، والوعي في هذه القاعة التي أرى في أرجائها أعلامًا خفاقة في آفاق المعرفة، والفكر، والتربية. أرجو أن لا نحرم من مشاركتهم ومداخلاتهم المرجوة عقب أحاديث المنصة. كما أنقل اعتذار فخامة الأخ المشير عبد الرحمن سوار الذهب المتحدث الرئيس في هذا المحور الذي شغله عن حضور هذا المنتدى همُّ قضية جنوب السودان عقب المصالحة الوطنية، حيث اتجه في مهمةٍ أخرى طارئة.
كما أحيي فريق الجامعة العربية، وخاصة إدارة المؤتمرات التي عملت على نجاح هذا الملتقى، ورجال الأمن، والمراسم، والخدمات. ولا يفوتني أن أحيي ربان هذه الجامعة الأستاذ عمرو موسى، الذي يقف وراء كل نجاح، وتألق لأمته، وقوميته، وثقافتها. وتحية لكم جميعًا، وإلى موضوع الملتقى.

كلمة الدكتورة حنان يوسف أستاذ الإعلام العربي بجامعة عين شمس ورئيس المنظمة العربية للحوار:
أشكرك سيدي الرئيس، وتحية خالصة للدكتور عبد الولي الشميري على هذه الأمسية الرائعة، وشكر موصول أيضًا إلى هذه المعزوفة البديعة على المنصة لاحتوائها على كل التركيبات العربية البديعة التي ننشدها، وتحية أخرى للأخ العزيز الدكتور عبد الولي الشميري على عنوان هذه الندوة على حد ذاتها والعلاقة الارتباطية ما بين الطموح والاستهداف، إذ ما كنا نتحدث عن مخاطر الاستهداف كلنا كأمة عربية معرضون واقعون تحت مخاطر هذه الاستهدافات بمسميات مختلفة، ولكن الخطورة الحقيقية في الطرح الدلالي ما بين متغيرين، ما بين الشباب الطموح وما بين الاستهداف، معنى هذا أننا نبحث مسألة شديدة الخطورة، هل أصبحت البيئة العربية بيئة طاردة للمتميزين وبيئة طاردة للمبدعين من أبناء الأمة العربية من الفئات الشابة؟ هذه مسألة خطيرة، وربما أيضًا تصبح بحث في الجلسات القادمة من المنتدى بإذن الله والمسألة الأخرى إذا أذنتم لي أخواتي وإخوتي الأفاضل هي أننا كشباب عربي معرضون لمخاطر الاستهداف ونحن لا نذكي كثيرًا في ظل هذه المتغيرات العربية بما يسمى بثقافة التسامح والحوار، وكل هذه الأشياء، ولا نذكي كثيرًا مبدأ ثقافة المؤامرة، ولكن الحقيقة نعم نحن معرضون لمخاطر مؤامرة خطيرة تقع على الشعب العربي والأمة العربية كلها، والمتغيرات المنهجية والعلمية موضوعة، ومحددة بشكل واضح وبشكل كبير المسألة هي الأستاذ الدكتور محيي الدين عبد الحليم، والأستاذ الدكتور غازي من السعودية تحدثوا بإسهاب عن الإعلام، وهناك دلالات تربوية وما شابه ذلك، وإذا ما كنا نتحدث عن آليات الإعلام وآليات الثقافة وآليات التعليم كأدوات في مسألة تعزيز هذه المسائل من غسيل أدمغة هنا أيضًا، مع الأسف الشديد تطرح أسئلة، هل نحن في هناك طابور خامس في المجتمعات العربية؟ مسألة قابلة أيضًا للدراسة، ما طرح من اقتراحات حول تقييم الإعلام العربي، نعم هذه القنوات الفضائية في تصنيفها الأدبي والإعلامي والدكتور محيي يعلم أكثر مني في هذا الحديث، هي فضائيات عربية سواء كانت فضائيات خاصة أو مملوكة للدولة، ولكن ما نشاهده من مضمون يتنافى تمامًا مع مضمون الثوابت والقيم العربية الأصلية على هذا الأساس، هذه مسألة خطيرة، هل نحن واقعون في طوابير خامسة من أشياء ما بين قوسين في المجتمعات العربية؟ مسائل تثير النقاش، ولكن حتى لا أطيل على حضرتكم، المهم هو أننا نضع أيدينا على مسألة هامة، نعم هناك استهداف، نعم هناك استهداف للأمة العربية كلها نساء ورجال، وطبعًا صورة المرأة العربية في الفيديو كليب، وثقافة الفضائيات، وهي صورة غير مرضية بالمرة، هذه الراقصة العارية التي تظهر أمامنا للتركيز على المرأة العربية، للتركيز على الجسد، وكأنها صورة جنسية، هذه ليست أمرأة عربية، ولا حتى الثوابت بأنها مظاهر عربية في حد ذاتها، هناك مظاهر للاستهداف، وهناك أبعاد كثيرة للاستهداف، وبدا من حديث حضراتكم اليوم أننا نضع أيدينا بشكل أو بآخر حول مسألة جنود هذه المسألة، وأيضًا سبل الحل، والعلاج، أنا أحيي حديث الدكتور أسعد حين قال، والحقيقة دكتور أسعد أن المشكلة ليست في التعامل مع قضايا الشباب فقط، نحن في العالم العربي سواء كأنظمة رسمية أو حتى في مجتمع مدني نفتقد ما أسميته في حديثك العمل التنسيقي، نحن نفتقد افتقاد شديد جدًا إلى ما يسمى بوجود آلية تنسيقية لإدارة المواقف المختلفة للأمة العربية، سواء كان خطاب إعلامي أو خطاب ثقافي أو تربوي، أو كما قال الدكتور مسعد عويس البدء من تنشأة الأطفال في حد ذاته، وعلى أساس أنا أستعير من حضرتك هذا المصطلح، وهو الخمل التنسيقي وأشير إلى الحديث الذي تطرحه سعادة السفيرة الدكتور نانسي التي تحدثت على ما أذكر على أن هناك الجامعة تطرح ما يسمى بمبادرة، بمثل هذا الأمر أو بذلك، فهذه المسألة مهمة جدًا لأننا نعامل سيدتي بصراحة، واقبلي صراحتي، رغم كل ما يقال، تقبل كل الجامعة العربية، وهم أخوة لنا وأصدقاء، ونحن نعتبر الجامعة العربية بيت الكل، وليس فقط العاملين فيها، واقبلي صراحتي أن تكون هناك بعض الإحباط بشكل أو بآخر من بعض أداة، ولكننا متمسكين، ونعامل على أن الجامعة العربية هي المظلة الشرعية والوحيدة والممكنة حتى الآن من أجل تفاقم انتاج حقيقي على هذا الأساس، أنا أحيي بشدة إذا ما تبنت الجامعة على هذه المبادرة وأنا أنهي في حديثي حتى لا أطيل حول أننا جلسنا مع أنفسنا بصراحة وتحدثنا كم عدد المرات التي احتوينا فيها المبادرات التي تقدم بها الشباب؟ وهنا المسألة خطيرة، هل لدينا في الجامعة نماذج شابة مبدعة ورائعة سواء على المستوى الإعلامي أو الثقافي أو على المستوى الفكري يأتون إلي ويتحدثون إلى أن يتقدموا بهذه المبادرات؟ وعلى العلم أن هذه المبادرات تهتم بالعمل العربي المشترك، الفئة الشابة الآن مهتمة بشكل كبير على عكس ما يقال، على أن الشباب العربي منعزل عن هموم الأمة العربية، بالعكس هناك دافع مهم جدًا، وعلى مختلف الدول العربية هناك رغبة حقيقية حميمية، وهناك جسر حقيقي للتواجد العربي الذي ننشده جميعًا، لكن هل نحن احتوينا هذه المبادرات؟ هل نحن كأنظمة رسمية أو أنظمة دولة احتوينا مبادرات الشباب سواء كان مبادرات إعلامية أو ثقافية؟ هل نحن كمنتديات فكرية وثقافية ومنظمات مجتمع مدني احتوينا مثل هذه المبادرات واستمعنا لهم بواقعية وعقلانية وموضوعية؟ مع الأسف حينما نقيِّم هذا الأمر نجد أنهم أعداد محدودة جدًا والشيء الأكثر مرارة هو أن من يستجيب إلى هذه المبادرات؟ ربما تكون منظمات المجتمع المدني، وليس إدارة رسمية، وهناك الخطورة أنه مهمًا يكن الأداة الرسمية لديه آليات ربما توافقوني على هذا الطرح، إذًا مسألة مهمة، ربما أحد السادة الزملاء على المنصة تحدث عن مسألة الحوار مع الآخر الشباب يستطيع أن يكون هو جسر حقيقي، جسر ذهبي في مسألة الحوار مع الآخر، لكن شريطة إذا ما كنا سيدي الرئيس أردنا أن نقدم صورة العرب بشكل أفضل في رحلة الحوار مع الآخر لابد أن يكون الأصل جيد، ولابد أن ننقي الصورة العربية مما علق بها من شوائب، وما شابه ذلك.
شكرًا...

كلمة الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى تلقيها السفيرة نانسي باكير الأمين العام المساعد:
سعادة الدكتور عبد الولي الشميري رئيس المنتدى، أصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة، أسعد الله مساؤكم.
أود بداية الترحيب بكم جميعًا في ملتقى المثقف العربي الثالث والأربعين، وأن أنقل إليكم تحيات السيد الأمين العام، وتمنياته لكم بالتوفيق والنجاح في ملتقاكم، واعتذاره عن عدم تمكنه من المشاركة في هذا الملتقى المهم، ويشرفني أن أقتبس من كلمة الأمين العام في قمة الجزائر هذا العام حيث أشار معاليه إلى "أن عصرًا جديدًا يطلع على العالم مشرقًا في العديد من جوانبه علمًا وتقنيةً، غضًا وفتانًا، وإبداع عملا وإنتاج، وثراء غير مسبوق، حرية في الرأي والفكر، وفي إدارة شئون الحياة، دورًا لكل إنسان رجل وامرأة في تقرير مستقبل أمته".

يسعدنا أن نستضيف في بيت العرب هذا الحضور الكريم في ندوة الشباب بين الطموح والاستهداف، فالشباب العربي يمثل ثقلا في البنية السكانية، باعتبار أن مجتمعاتنا العربية تشهد من أعلى المعدلات للشباب في العالم، ويترتب على ذلك دورًا كبيرًا وجادًا في تفعيل وبناء المستقبل، فعدد الشباب العربي سيصل بعد عشرين عامًا من الآن قرابة مائة وأربعة وعشرين مليون شاب، وسنذكر في هذا السياق بأن كثيرًا من البلدان الآسيوية، وبخاصة النمور الآسيوية أسهم في نموها وتقدمها الإعداد الجاد والملتزم للشباب، وتوسيع فرص مشاركته لغرض التنمية.
السيدات والسادة، إن القطاع الاجتماعي في الجامعة، ومن خلال بعض إداراته يولي موضوع الشباب عناية فائقة، والعمل جار الآن على إعداد عناصر لرؤية عربية حول تعزيز مشاركة الشباب العربي في صناعة الحاضر والمستقبل بالتركيز على مفردات هامة على هذه الرؤية من بينها:
1- تحديد أهم معوقات مشاركة الشباب.
2- تحديد المجالات ذات الأولوية للمشاركة الشبابية.
3- تحديد متطلبات تفعيل مشاركة الشباب التشريعية والمؤسسية والثقافية.
وكل ما من شأنه أن يملي قدرات الشباب في اقتراح السياسات والمبادرات ذات العلاقة بدعمهم وتمكينهم وتوسيع فرص مشاركتهم.
أتمنى لهذا الملتقى أن يخرج بكل ما من شأنه أن يفيدنا ويضيف إلى ثقافة أمتنا العربية، والسلام عليكم.

 

 

فعاليات سابقة

حديث الوجدان من الشعر والثقافة

حديث الوجدان من الشعر والثقافة في الثامنة مساء الخميس 11/4/ 2013م بقاعة

ملتقى ثورة الشعر

أقام منتدى المثقف العربى احدى فعالياته يوم الخميس القادم 29 مارس 2012،

منتدى المثقف العربي يناقش .. حماية الأطفال من الاساءة الجنسية

" حماية الأطفال من الاساءة الجنسية " وذلك مساء الأحد الموافق 25/4/2010 م

فعالية أدبية خاصة عن الكاتب المصري الراحل يوسف الشريف

استأنف منتدى المثقف العربي بالعاصمة المصرية القاهرة نشاطه الثقافي بتنظيم فعالية أدبية

تكريم الشاعر الكبير محمد التهامي بمناسبة بلوغة التسعين

وصف د. عبدالولي الشميري الشاعر المصري محمد التهامي بأنه رفع راية العروبة

نحو حداثة عربية

تحت عنوان (نحو حداثة عربية)عقد منتدى المثقف العربي ندوة موسعة حضرها عدد

الإسلام و الآخر

وسط حشد كبير من العلماء والمفكرين ورجال الدبلوماسية العربية ووسائل الإعلام عقد

تكريم رموز الثقافة والفكر بمناسبة إشعال الشمعة الخامسة

تظاهرة ثقافية وحشد كبير تكريم عدد من رموز الفكر والثقافة احتفل منتدى المثقف العربي