في مثل هذا اليوم 11 مارس 2001.. منتدى المثقف العربي يعقد مواجهة أدبية وثقافية حول مناهج الحداثة والأصالة في الأدب العربي
الجمعة, 8 شعبان 1443 - 07:24 م

مثل نشاط منتدى المثقف العربي إضافة مهمة للعمل الثقافي العربي, ومنذ انطلاقته الميمونة في شهر نوفمبر 2000 من الميلاد, وقف على منصته عدد من كبار المفكرين والموهوبين والمثقفين والأدباء والشعراء من كافة أقطار الوطن العربي حتى شب عن طوق شكوك البدايات ومخاوف السلبيات.
وقد أسسه ودعا إليه ورعاه الدكتور عبد الولي الشميري باعتباره أحد المثقفين العرب من المقيمين في القاهرة ويحمل درجة، الدكتوراه في الأدب العربي ويرأس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون بصنعاء، ثم اتسعت دائرة هذه الصالون في الوسط الثقافي القاهري فالمصري فالعربي وتوالت على منصته قامات فكرية ثقافية وأدبية عملاقة من أعيان الثقافة والعلم فأصبح يقيم أشهر ندوة ثقافية يحضرها أكثر من خمسمائة من صفوة المتخصصين والمهتمين بشأن الثقافة التي أصبحت معروفة في الأقطار العربية.
مواجهة أدبية وثقافية
وفى مثل هذا اليوم 11 مارس لعام 2001, عقد المنتدى ملتقاه الرابع, وكان مواجهة أدبية وثقافية حول مناهج الحداثة والأصالة في الأدب العربي وكان أقطاب هذه المواجهة هم كل من: د. كمال نشأت، ود. جابر قميحة، والشاعر الكبير محمد التهامي ممثلين عن الأصالة، بينما مثل الحداثة كل من: الأديب والناقد إدوار الخراط، ود. صلاح فضل، (الرئيس الحالي لمجمع اللغة العربية بالقاهرة) والشاعر الحداثي عبد المنعم رمضان.
وأدار اللقاء الصحفي عزازي علي عزازي، بدأت الندوة بكلمة استهلالية للدكتور عبد الولي الشميري رئيس المنتدى، رحب فيها بضيوف الندوة والحاضرين، متسائلاً "هل تمثل الحداثة الأدبية بعداً ثقافياً جديداً له طابع التجديد والتحديث لأدبنا العربي في عالم متغير متطور من حديث إلى أحدث ومن جديد إلى أجد؟!" و"هل بالضرورة ألا يكون ممكناً التعايش السلمي أو التكامل الودي بين الأصالة والحداثة".
وأهم ما ورد في المواجهة هو "ماهية التعريف الدقيق للحداثة، وهل فعلاً فشلت وانفض سامروها، وتقبع في أزمة خانقة من الإحباط والإفلاس؟ وهل يمكن التعايش السلمي بين الأصالة والحداثة، وقبول كل واحد منهما بالآخر".
ولم تقدم المواجهة إجابات شافية على هذه التساؤلات بقدر ما قدمت تعريفات ومفاهيم متناقضة، ففي حين قال الدكتور صلاح فضل: إن الحداثة استجابة لمنطق الحياة في التجدد المتعمد أساساً على التجذر العميق في التراث وفي الأصول، ثم تطويرها وتنميتها بما يتلاءم مع متغيرات وتحولات الفكر والمعرفة والثقافة والفن والأدب"، وبارك مقولته إدوار الخراط حين قال: "الحداثة عندي مرادفة للأصالة"، في حين رأى الدكتور كما نشأت: "أن الحداثة كما هي الآن شيء طارئ ومستورد وغريب لم يتقبله الناس". وقد عزز هذا الرأي الدكتور جابر قميحة بقوله: "إن مفهوم الحداثة عندهم – كما يقولون- هو انقطاع الموروث الوثني، قضاء على التفعيلة الوثن.. إذن هنا انقطاع، والمسألة ليست مسألة تطوير".
جانب من الجمهور ويظهر في الصورة الشاعر الكبير سعد البواردى والشاعرة ايمان بكرى ثم الشاعرة عليه الجعار ثم الشاعرة شريفة السيد والشاعر محمد رائف المعرى والشاعر هارون هاشم رشيد والشاعر حسين خريس
المداخلات
ثم كانت هناك مداخلات من الحاضرين أغنت الندوة إغناءً كبيراً، وبرز في نهاية المواجهة الفراغ الذي تعيشه الحداثة، ومآزقها المؤدية حتماً بتفاقمها إلى انحسارها، بعد أن عجزت عن إيجاد من يفهم رموزها، ويحل طلاسمها، فنجحت في الهدم، ولم تنجح في البناء.
وفي جو من التوتر النفسي والعصبي تناول مكبر الصوت الشاعر الحداثي عبد المنعم رمضان بعد أن اتهم القاعة بالتحيز المتعمد للأصاليين، وقرأ قصيدته الحداثية "تعويذتان" من ديوانه ليثبت للجمهور جمال الشعر الحديث وروعته حتى أتمها، وعلى الفور تناول مكبر الصوت الشاعر الأصالي محمد التهامي، وفي رد ضمني أنشد قصيدة عمودية من شعره كنموذج للشعر الأصيل بعنوان "مناجاة القدس"، حتى أتمها في جو من التصفيق من قبل الجمهور، ورفعت الجلسة".
ولم تخل المواجهة من السخريات اللاذعة، وبعض من النقد الساخر البناء. رغم عدم توثيق تاريخ الندوة ولا تاريخ نشر الكتاب، يظل الكتاب: المواجهة أول مواجهة علنية بين الفريقين، والمفاهيم التي يتبناها كل فريق، وتكاد المواجهة أن توصف بحق أي الحداثات نقصد؟! وأي الحداثات نريد؟!..
يذكر ان هذا المحور شهد ردود أفعال واسعة فى كافة وسائل الإعلام المصرية واليمنية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة.