"البابطين" تكرم أحمد مختار العبادي .. أحد شيوخ التأريخ للأندلس
تنظم مكتبة الإسكندرية، بالاشتراك مع مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية بالكويت؛ ندوتها السنوية الرابعة «يوم الأندلس» والتي تأتي هذا العام بعنوان: «الحضارة الإسلامية في الأندلس»، وذلك يومي 27-28 يوليو 2016.
وقد خُصِصَت الندوة هذا العام تكريمًا وتأبينًا لرائد الدراسات الأندلسية الدكتور أحمد مختار العبادي، صاحب الإسهامات المميزة في مجال الدراسات التاريخية والحضارية المغربية والأندلسية، والذي أثرى المكتبة العربية بمجموعة قيمة من الأبحاث والكتب المنشورة ومنها: الحضارة العربية الإسلامية، التاريخ العباسي والأندلسي، دراسات في تاريخ المغرب والأندلس، غرناطة في عصر السلطان محمد الخامس، تحقيق مجموعة مخطوطات للسان الدين ابن الخطيب، في التاريخ الأيوبي والمملوكي، الصقالبة في إسبانيا وعلاقتهم بحركة الشعوبية. وقد رحل العبادي عن عالمنا في الخامس والعشرين من إبريل 2016 تاركًا إرثًا ضخمًا من علمه وفكره للأجيال القادمة.
ولد الدكتور أحمد مختار العبادي في مدينة بورسعيد فى 20 نيسان (أبريل) 1922، وحصل على ليسانس الآداب ودرجة الماجستير من جامعة الإسكندرية، ودرجة الدكتوراه من أسبانيا. عمل في قسم التاريخ، كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، وتولى منصب وكيل معهد الدراسات الإسلامية في مدريد لمدة عامين، كما تولى رئاسة قسم التاريخ في جامعة بيروت العربية في لبنان.
ونال العبادي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1968، وكرَّمه اتحاد المؤرخين العرب ضمن ندوته السنوية (تاريخ الوطن العربي عبر العصور) فى تشرين الثاني (نوفمبر) 2006. وفى المؤتمر السنوي الـ (14) للجمعية المصرية للدراسات التاريخية عام 2014 تم اختيار العبادي مؤرخاً للعام ذاته، ومُنح درع الجمعية تقديراً له. ومن مؤلفاته «تاريخ البحرية العربية»، «تاريخ مصر المملوكية»، «تاريخ المغرب والأندلس». كما شارك وحقق ونشر مخطوطات عدة من التراث المغربي والأندلسي، منها اشتراكه مع محمد إبراهيم الكتاني (1907-1990) في تحقيق «أعمال الأعلام في من بُويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام - القسم الثالث الخاص بتاريخ المغرب العربى للسان الدين بن الخطيب». وعثر العبادي على نسخة أخرى لمخطوط «خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف تأليف لسان الدين بن الخطيب» في مكتبة الأسكوريال، تقع في 19 ورقة، فعمل على نشرها من جديد، لوجود بعض الاختلافات بين النسختين. وهى إحدى رحلات لسان الدين بن الخطيب الأربع، التي أودع فيها مشاهداته في تنقلاته الطويلة، وقد نشرها للمرة الأولى المستشرق الألماني ماركوس جوزيف (مولر) في كتابه «نخب من تاريخ المغرب العربي» سنة 1866 معتمداً فقط على ما ورد من هذه الرحلة في كتاب «ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب» لابن الخطيب.