النادي الأدبي بالرياض ينظم ليلة وفاء عن الراحل الدكتور عبدالله العثيمين
النادي الأدبي بالرياض ينظم ليلة وفاء عن الراحل الدكتور عبدالله العثيمين
نظّم النادي الادبي بالرياض ندوةً بعنوان«المؤرّخ الأديب عبدالله الصالح العثيمين»،بمشاركة كل من: اللواء عبدالقادر كمال، والدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي مدير تحرير جريدة الجزيرة للشؤون الثقافية، والدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن المطوّع أستاذ الأدب والنقد بجامعة القصيم، وأدار الندوة الدكتور عبدالرحمن بن إسماعيل السماعيل.
وبدأ اللواء عبدالقادر حديثه باعتذاره للحضور إذا ترقرق دمعه في الاحتفاء بأستاذه وأخيه وزميله الدكتور عبدالله العثيمين, وقال سأهوّم وأحوّم في ذكرى صديق صدوق وأخ غال عزيز جمعتني به نسب المشاكلة وقرابة الطبيعة الموافقة فكانت أشد عرى من نسب الرحم، رافقته في كثير من روحاته وجيئاته وأنست بطبيعته البسيطة مظهراً. وأوضح بأن الفراق مؤلم صعب ولكنه قضاء الله وقدره نقبله ونتقبله، وبين بأن الراحل شهم نحيل الجسم غزير العلم يحمل هم أمته العربية وحب موطنة السعودية، رجل في مهجته الود أصفاه وأعذبه وفي صدره جذوة من لهيب كبرى يرف لها كل ساح حرة علم، وذكر قصيدته بمناسبة مرور أربعين عاما على استقلال الجزائر عام 2002م، ثم أشار إلى أنه مؤرخ دقيق في تحري الوقائع حتى إنه لم يستنكف كغيره أن يكون الشعر المحكي مصدراً من مصادر التاريخ في زمن لم يكن التدقيق دقيقاً ليسجل الوقائع والحوادث فكان الشعر وسيلة الإعلام ومركز التوثيق .وختم حديثه بقصيدة عنوانها مهيض الجناح ومنها:
ودعتني مسارح الأفراح ... عندما غادر (العثيمين) ساحي
وفقدت الأخ الصديق وإني .... لعلى فقده كثير النواح
وعلى موته تدر شؤوني ... وشجوني ولوحة الاجتياح
يازميلي وأنت خير زميل ... ورفيقي في غدوي ورواحي
وفي ختام حديثه قال: تعتزم الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس هيئة الجائزة عقد ندوة خلال الأشهر القادمة تتناول أعمال الدكتور عبدالله الصالح العثيمين رحمه الله العلمية والإبداعية، وستعقد الندوة ليوم واحد بثلاث أو أربع جلسات، وسيُدعَى عدد من الباحثين السعوديين والعرب للمشاركة في هذه الندوة ، وستطبع بإذن الله البحوث المقدّمة وفاءً لذكراه رحمه الله .
بعد ذلك تحدث الدكتور إبراهيم المطوّع فقال: بدأ الدكتور العثيمين حياته شاعراً وتوفي شاعراً وكان لديه ميل إلى اللغة العربية، وإذا قرأت شعر الدكتور العثيمين لتبحث عن هموم الشاعر وآهاته وبكائه وأوجاعه لم تجد شيئا، مبيناً بأن العثيمين شاعر وجدان وشاعر هامس مسالم خاصة بعد تجاوز مرحلة البدايات، فيما يتسم شعره كما اتسمت شخصيته بالبساطة والتقائية والعفوية والعثيمين مثال حي للشاعر صاحب الرسالة الدينية والوطنية والتربوية رسالة بعيدة عن الأدلجة والتسييس، وله روح مسالمة ودودة فلم يدخل في خصام أو سجال، وتظهر في شعره روح الدعابة والفكاهة أثناء حفل توزيع جائزة الملك فيصل العالمية كل عام، وختم المطوع حديثه مناشداً جمع شعره في مجموعة كاملة متضمنة الدواوين الأولى مع مالم ينشر من شعره، وأجزم بأن دواوينه المطبوعة جزء وليس كل ماكتبه.
بعد ذلك تحدث الدكتور إبراهيم التركي عن ثلاث مراحل في جوانب حياة الراحل العثيمين وهي: التربة والتربية ــ والتحدي والاستجابة ــ ومبدئية المواقف، وقال التركي: من خلال التربة والتربية كان مخلصاً لجذوره تميز بالبساطة والتواضع مجامل في بعض الأحيان .أما النقطة الثانية التحدي والاستجابة ذكر عن الشظف والترف والاستقلالية والجرأة في العلم وواجه تحديات منذ الطفولة كان بداية عمله دلال بالبطحاء وانتقل من البيع والشراء إلى الدراسة وواصل ثم فصل من المعهد ولم ييأس وأكمل دراسته وفصل ولم يتوقف وأكمل دراسته وواصل وتفوق، ومن خلال الدأب في العمل فهو دؤوب في عمله، ويكفي بأنه يعمل حتى توفي وهو على رأس العمل . وأوضح التركي المواقف المبدئية الصلبة وانتماءه الإسلامي العروبي وارتباطه بالجذور الفكرية والحرص على اللغة العربية والرغبة في التغيير ونمو الشعور القومي.
واختتم التركي حديثه بقصيدة رثى فيها الراحل، ومنها:
رحلت ماذا على الموجود إن عتبا .... ناداك لم تستجب والوعد منك كبا
لم يمض وقت وقد آذنت مبتهجاً .... بعودة هل مضت تلك السنون هبا
أم أصبح العمر طيفاً لا يصاحبه ..... من يعشق الحلم إلا خاله كذبا
غادرت دون وداع أي قافية .... جفتك .. هل ضاق مكتوب بمن كتبا
كل الأماكن تستدعيك سيدها ..... حتى النخيل التي قد آذنت رطبا
وغزة لم تزل تشتاق عاشقها ..... هناك صارت هنا ما أشرف النسبا
ثم بدأت المداخلات من الحضور، بعدها كرّم رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري المشاركين في هذه الندوة.
وقد تميّزت الندوة بحضور نخبوي، يتقدمهم: الدكتور أحمد الضبيب، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والدكتور عبدالعزيز المانع، والدكتور محمد الهدلق، والدكتور عائض الردّادي، والشاعر معيض البخيتان، وغيرهم، إضافة إلى ابني الراحل: د.صالح العثيمين ومساعد العثيمين.
يذكر أن الدكتور العثيمين كان أحد رواد منتدى المثقف العربي وسبق أن كرمه الدكتور عبد الولي الشميري راعي المنتدى
الدكتور الشميري يهدى الدكتور العثيمين درع منتدى المثقف العربي